الأحد، 18 يونيو 2017

زكاة افطر 


تعريف الزكاة :

الزكاة عموما في اللغة: هي الطهارة والنماء والزيادة.
  • أما اصطلاحاً فهي مقدار من المال يخرج لطائفة مخصوصة من الناس، كما أن هذا المقدار يجب احتسابه بطريقة معينة وضوابط.
  • وكما هو معروف فالزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام.
  • وحكمها الوجوب على كل من بلغ ماله النِّصاب، ومن ينكر وجوبها فقد كفر كُفراً كبير.
  • أما بالنسبة لزكاة الفطر فتختلف في معناها ومن تجب عليه عن زكاة المال
   

تعريف زكاة الفطر، وعلى من تجب :

  • هي نوع من أنواع الزكاة الواجبة على كل مسلم ومسلمة، وهي صدقة مُقدَّرة عن كلِّ مسلم تدفع قبل صلاة عيد الفِطر في مصارف معيَّنة، وقبل انقضاء صوم رمضان، وهي زكاة تُدفعُ مرة واحدة فقط في العام.
  • وهي مفروضة على الأشخاص، وليس على الأموال، فلا يهم مقدار مال الشخص ولا نوعه، ولكنها واجبة على عدد أفراد الأسرة بما يُعادل مقدار صاعٍ من بُر أو شعير أو أرز ونحوهم.
  • وهي تجب على ربِّ الأسرة وكل فرد هو مسؤول عنه من زوجة وأبناء، كما يُستحبُّ إخراجها عن الجنين في رحم أمه، أما إخراجها عن الميت فهي صدقة عنه وليست زكاة فطر على الإطلاق.
     فهى فرضت من أجل تطهير نفوس الصائمين، وليس لتطهير الأموال كما في زكاة المال.
  • وأضيفت الزكاة إلى الفطر لأنه سبب وجوبها.
                                              قيمة الزكاة و على من تجب 

 متي فرضت زكاة الفطر؟

فرضت زكاة الفطر في السنة الثانية للهجرة، وهي نفس السنة التي فُرِض فيها الله عز وجل  الصيام على الامة الاسلامية.

الحكمة من وجوبها

  • تطهِّر الصائم من اللغو والنسيان والرفث الذين يمكن أن يكون قد أصابهم وهو صائم، فأتت هذه الزكاة تطهيراً لصِيامه وتكميلاً لما نقص منه.
  • تعد زكاة الفطر زكاة عن الأبدان والنفوس وتقرب لله عز وجل.

(مصارف الزكاة) أو على من تجوز زكاة الفطر:-

أوضح الله سبحانه وتعالى الفئات المستحقة لزكاة الفطر في تلك الآية الكريمة حيث قال عز وجل في كتابه:إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فريضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عليم حَكِيمٌ.

مقدار زكاة الفطر 2017 نقداً في مصر

دار الإفتاء المصرية  قامت بتحديد قيمة مقدار زكاة الفطر 2017 نقداً  وقد حددت مبلغ 12 جنيهاً للفرد في جمهورية مصر العربية.

أقرأ أيضا : ليلة القدر

الجمعة، 16 يونيو 2017

 النبى و غير المسلمين 

النبى و اليهود
محمد و اليهود
النبى و غير المسلمين




روى أبو سعيد الخدرى  –رضي الله عنه- قال: بينما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جالسٌ جاء يهودي فقال: يا أبا القاسم، ضرب وجهي رجل من أصحابك! فقال: «مَنْ؟» قال: رجل من الأنصار. قال: «ادْعُوهُ». فقال: «أَضَرَبْتَهُ؟» قال: سمعتُه بالسوق يحلف: والذي اصطفى موسى على البشر. قلتُ: أيْ خبيث! على محمد -صلى الله عليه وسلم؟! فأخذتني غضبة ضربت وجهه. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لاَ تُخَيِّرُوا بَيْنَ الأَنْبِيَاءِ»... الحديث.
وفي هذا الموقف الكثير من المعاني: فاليهودي يتحاكم إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وما ذلك إلاَّ لأنه على يقين أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- سيُعطيه حقَّه كاملاً، والشكوى في حدِّ ذاتها تدلُّ على أن إيذاء أحد من اليهود هو شيء غريب ومستهجن؛ ومن ثَمَّ جاء اليهودي سريعًا ليشكو هذا الذي ضربه، وعلى الفور سأله الرسول -صلى الله عليه وسلم- «مَنْ؟»، فأجابه الرجل: إنه أحد الأنصار. فأمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- أصحابه أن يأتوا به لمعرفة ملابسات هذا الأمر؛ حيث إن اليهودي لم يذكر إلاَّ أن الصحابي قد ضربه على وجهه، ولمَّا جاء الصحابي قصَّ ما حدث، ودون تحامل على اليهودي فيما يقوله؛ نرى أنه استفزاز من قِبَل اليهودي للمسلمين؛ فاليهودي لم يَقُلْ هذا الكلام في مكان عبادته أو في بيته؛ بل يقوله في السوق الذي يكثر فيه المسلمون؛ مما أثار غضب هذا الصحابي فضربه على وجهه، ولم يُوَجِّه الرسول -صلى الله عليه وسلم- اللوم إلى اليهودي الذي جهر بما يُغضب المسلمين، وكاد أن يُحْدِث فتنة؛ ربما تُزهَق بسببها الكثير من الأرواح، مما قد يُهَدِّد أمن المدينة وسلامتها، وقد يُعتبر هذا نقضًا من هذا اليهودي لبنودٍ من المعاهدة الموقَّعة بين الطرفين، والتي تنصُّ على أن يتعاون الجميع في حفظ أمن وطنهم «المدينة»، وأنَّ لكلٍّ دينه الذي يعتنقه، ويجب على الآخرين احترامه وعدم المساس به.
لكنه -صلى الله عليه وسلم- وَجَّه نصيحةً بالغة الأهمية لكل الأطراف ألاَّ يُخَيِّروا بين الأنبياء؛ وذلك حتى يمنع الفتنة فيما بين القوم، حتى لا يتكرَّر ما حدث مرَّة أخرى.
ولو كان لليهودي أيُّ حقٍّ لردَّه الرسول -صلى الله عليه وسلم- إليه، دون مجاملة لأحد، فإن بنود المعاهدة تنصُّ على أن النصرة للمظلوم.
لأنه -صلى الله عليه وسلم- يذهب بنفسه -في موقف آخر- إلى أحد اليهود مستشفعًا لجابر بن عبد الله بن حرام -رضي الله عنه، وهو من الصحابة الكرام الذين حضروا بيعة العقبة الثانية  في طفولته مع أبيه عبد الله بن حرام  -رضي الله عنه، وشهد المشاهد كلها ابتداءً من أُحُد أو التي بعدها، يذهب مستمهلاً اليهودي، ليُؤَجِّل سداد الدَّيْن، ولمَّا أبى اليهودي قبول الشفاعة كان لا بُدَّ من السداد، فما دام هناك حقٌّ فلا بُدَّ أن يُردَّ إلى أهله، يروي جابر بن عبد الله –رضي الله عنه- فيقول: كان بالمدينة يهوديٌّ، وكان يسلفني في تمري إلى الجِداد-وكانت لجابرٍ الأرض الَّتي بطريق رومة- فجلستُ، فخلا عامًا، فجاءني اليهوديُّ عند الجِداد، ولم أجدَّ منها شيئًا، فجعلتُ أستنظره إلى قابلٍ فيأبى، فأُخبر بذلك النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم، فقال لأصحابه: «امْشُوا نَسْتَنْظِرْ لِجَابِرٍ مِنَ الْيَهُودِيِّ».
فجاءوني في نخلي، فجعل النبي -صلى الله عليه وسلم- يُكلِّم اليهوديَّ، فيقول: أبا القاسم، لا أنظره.
فلمَّا رأى النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- ذلك قام فطاف في النخل، ثمَّ جاءه فكلَّمه فأبى، فقمتُ فجئتُ بقليل رطبٍ فوضعته بين يدي النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فأكل ثمَّ قال: «أَيْنَ عَرِيشُكَ يَا جَابِرُ؟» فأخبرتُه، فقال: «افْرُشْ لِي فِيهِ». فَفَرَشْتُهُ، فدخل فرقد ثمَّ استيقظ، فجئتُه بقبضةٍ أخرى، فأكل منها ثمَّ قام فكلَّم اليهوديَّ فأبى عليه، فقام في الرِّطاب في النَّخل الثَّانية ثمَّ قال: «يَا جَابِرُ، جُدَّ  وَاقْضِ». فوقف في الجداد فجددت منها ما قضيته، وفضل منه، فخرجت حتى جئت النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- فبشَّرته، فقال: «أَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ».
فهذه قصة عجيبة يستدين فيها جابر بن عبد الله –رضي الله عنه- من يهودي، فيأتي ميعاد سداد الدين، وليس مع جابر بن عبد الله ما يقضي به دَينه، فجعل يطلب من اليهودي أن يُؤَخِّره عامًا حتى يستطيع السداد -وكان جابر بن عبد الله ب من الفقراء المدينين- لكنَّ اليهودي أَبَى وأصرَّ على أن يأخذ دَينه في موعده، فأخبر جابر بن عبد الله –رضي الله عنهما- رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- بالأمر، وطلب منه أن يتوسَّط بينه وبين اليهودي، وقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالفعل، بل أخذ معه بعضًا من أصحابه، وذهب إلى اليهودي يستشفع لجابر، فيقول جابر –رضي الله عنه: فجعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُكَلِّم اليهودي. أي أنه أكثر في الكلام والاستشفاع عنده، لكنَّ اليهودي رفض بكل وسيلة، وكان مُصِرًّا على قوله: أبا القاسم؛ لا أنظره.
هذا موقف يقع فيه أحد الأصدقاء المُقَرَّبِينَ إلى قلب مَنْ يحكم المدينة المنورة بكاملها في أزمة مع أحد رعايا هذه المدينة وهو اليهودي، إنه يُريد تأجيل سداد الدين؛ وليس المماطلة فيه أو التغاضي عنه، والرسول -صلى الله عليه وسلم- بنفسه يستشفع له، ولكنَّ اليهودي يرفض، ومع ذلك لم يُجبر زعيم الأُمَّة الإسلامية وقائد المسلمين ورسول ربِّ العالمين -صلى الله عليه وسلم- ذلك اليهوديَّ أو يُكْرِهْهُ على قبول استشفاعه!
لم ينظر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هنا إلى صورته التي قد يستضعفها المراقبون والمحلِّلُون للموقف، ولم ينظر إلى حبِّه لجابر بن عبد الله وقُرْبِهِ من قلبه، ولم ينظر إلى تاريخ اليهود العدائي مع المسلمين؛ لم ينظر إلى كل هذه الاعتبارات ولا إلى غيرها، إنما نظر فقط إلى إقامة العدل في أسمى صوره.
إن الحقَّ مع اليهودي، والسداد واجب، والاستشفاع مرفوض من صاحب الحقِّ، فليكن السداد، وليكن الإنصاف لليهودي غير المسلم، ولو كان من صحابي جليل وابن صحابيٍّ جليلٍ.
إنَّ هذا هو الإسلام حقًّا..
لم يكن هذا تَكَلُّفًا من الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ولا تَجَمُّلاً منه؛ إنما كان التطبيق الطبيعي لقواعد الدين؛ يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا}[النساء: 135].
إن الشفقة على جابر لفقره لم تكن مبرِّرًا للحكم له ضدَّ اليهودي؛ يقول الشوكاني   في فتح القدير في تفسير هذه الآية {إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا}: «إن يكن المشهود عليه غنيًّا فلا يُراعى لأجل غناه؛ استجلابًا لنفعه أو استدفاعًا لضره؛ فيترك الشهادة عليه، أو فقيرًا فلا يُراعَى لأجل فقره؛ رحمةً له وإشفاقًا عليه، فيترك الشهادة عليه».

الأربعاء، 14 يونيو 2017

                                                               #ليلة_القدر
   
ليلة القدر - فضل ليلة القدر

أولاً - في فضلها والترغيب في قيامها :

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يقم ليلة القدر إيماناً واحتسابا غفر لله ما تقدم من ذنبه . [1]

فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : دخل رمضان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من ألف شهر من حرمها فقد حرم الخير كله ولا يحرم خيرها إلا محروم.[2]

وعن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وجد وشد المئزر . [3]

وعنها رضي الله عنها : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرغِّب الناس في قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزيمة أمر فيه فيقول من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. [4]

وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان قال نافع وقد أراني عبد الله رضي الله عنه المكان الذي كان يعتكف فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من المسجد . [5]

ثانياً - في وقتها :

فعن أبي سلمة رضي الله عنه قال : انطلقت إلى أبي سعيد الخدري رضي الله عنه فقلت : ألا تخرج بنا إلى النخل نتحدث فخرج فقال قلت حدثني ما سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر ؟ قال اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر الأول من رمضان واعتكفنا معه فأتاه جبريل فقال إن الذي تطلب أمامك فاعتكف العشر الأوسط فاعتكفنا معه فأتاه جبريل فقال إن الذي تطلب أمامك قام النبي صلى الله عليه وسلم خطيبا صبيحة عشرين من رمضان فقال : من كان اعتكف مع النبي صلى الله عليه وسلم فليرجع فإني أُرِيت ليلة القدر وإني نُسِّيتُها وإنها في العشر الأواخر وفي وتر وإني رأيت كأني أسجد في طين وماء . 
وكان سقف المسجد جريد النخل وما نرى في السماء شيئاً فجاءت قزعة فأمطرنا فصلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم حتى رأيت أثر الطين والماء . على جبهة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرنبته تصديق رؤياه .[6]
قزعة : قطعة رقيقة من السحاب , أرنبته : طرف أنفه.

وعن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في العشر الأواخر من رمضان ويقول : تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان. [7]
يجاور : يعتكف .

وعن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما : أن رجالاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر . [8]

وعن ابن عباس رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : التمسوها في العشر الأواخر من رمضان ليلة القدر في تاسعة تبقى في سابعة تبقى في خامسة تبقى. [9]
تاسعة تبقى : وهي ليلة الحادي والعشرين لأن المحقق المقطوع بوجوده بعد العشرين من رمضان تسعة أيام لاحتمال أن يكون الشهر تسعة وعشرين يوما .

وعنه أيضاً : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هي في العشر هي في تسع يمضين أو في سبع يبقين . [10]
تسع يمضين : أي ليلة التاسع والعشرين , سبع يبقين : وتكون في ليلة الثالث والعشرين وفي نسخة ( يمضين ) فتكون ليلة السابع والعشرين .

وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليخبرنا بليلة القدر فتلاحى رجلان من المسلمين فقال : خرجت لأخبركم بليلة القدر فتلاحى فلان وفلان فرفعت وعسى أن يكون خيراً لكم فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة . [11]

عن لاحق بن حميد وعكرمة قالا : قال عمر رضي الله عنه : من يعلم متى ليلة القدر؟ قالا : فقال ابن عباس رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هي في العشر في سبع يمضين , أو سبع يبقين . [12]
سبع يمضين : أي ليلة السابع والعشرين , سبع يبقين : وتكون في ليلة الثالث والعشرين.

وعن معاوية رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : التمسوا ليلة القدر ليلة سبع و عشرين . [13]

وعنه معاوية أيضاً قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : التمسوا ليلة القدر في آخر ليلة . في خبر أبي بكرةأو في آخر ليلة .[14]

وعن عبد الله بن أنيس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تحروا ليلة القدر ليلة ثلاث و عشرين . [15]

وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما : أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا نبي الله إني شيخ كبير عليل يشق علي القيام فأمرني بليلة لعل الله يوفقني فيها لِلَيْلَةِ القدر قال : عليك بالسابعة . [16]

وعنه أيضاً قال : أُتِيْتُ وأنا نائم في رمضان فقيل لي إن الليلة ليلة القدر قال : فقمت وأنا ناعس فتعلقت ببعض أطناب فسطاط رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يصلي قال فنظرت في تلك الليلة فإذا هي ليلة ثلاث وعشرين . [17]

وعن بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : التمسوا ليلة القدر في العشر الغوابر في التسع الغوابر . [18]

وعنه أيضاً قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :التمسوها في العشر الأواخر -يعنى ليلة القدر- فإن ضعف أحدكم أو عجز فلا يُغْلَبَنَّ على السبع البواقي . [19]

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ذكرنا ليلة القدر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كم مضى من الشهر ؟ فقلنا : مضى اثنان وعشرون يوما وبقي ثمان فقال صلى الله عليه وسلم : لا بل مضى اثنان وعشرون يوما وبقي سبع الشهر تسع وعشرون يوما فالتمسوها الليلة . [20]

ثالثاً - في ماهيتها وعلاماتها :

فعن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في ليلة القدر : ليلة القدر ليلة سمحة طلقة لا حارة و لا باردة تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة حمراء . [21]

وعن زر رضي الله عنه قال : قلت لأبي بن كعب رضي الله عنه أخبرني عن ليلة القدر فإن صاحبنا (يعني بن مسعود) سئل عنها فقال من يقم الحول يصبها قال : رحم الله أبا عبد الرحمن لقد علم أنها في رمضان ولكنه كره أن يتكلوا أو أحب أن لا يتكلوا والله إنها لفي رمضان ليلة سبع وعشرين لا يستثني قال : قلت : يا أبا المنذر أني علمت ذلك قال بالآية التي أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : قلت لزر : ما الآية قال تطلع الشمس صبيحة تلك الليلة ليس لها شعاع مثل الطست حتى ترتفع . [22]

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : في ليلة القدر : إنها ليلة سابعة أو تاسعة وعشرين إن الملائكة تلك الليلة في الأرض أكثر من عدد الحصى . [23]

عن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني كنت أُرِيت ليلة القدر ثم نسيتها وهي في العشر الأواخر وهي طلقة بجة لا حارة ولا بردة كأن فيها قمرا يفضح كواكبها لا يخرج شيطانها حتى يخرج فجرها. [24] 

رابعاً - في الدعاء في ليلة القدر :

عن عائشة رضي الله عنها قالت : يا نبي الله أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول ؟ قال : تقولين : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني . [25]

الخلاصة :

لقد ثبت من الأحاديث الشريفة الصحيحة أنها تأتي في الوتر من العشر الأواخر (الحادي والعشرين , الثالث والعشرين , الخامس والعشرين , السابع والعشرين , التاسع والعشرين ) .
ولعلَّها لم تُحَدَّد بشكل قطعي حتى يجتهد المسلمون في طلبها في العشر الأواخر بالقيام والدعاء .
والله تعالى أعلى وأعلم ونسبة العلم إليه أسلم


------------------------------------------
[1] رواه البخاري في صحيحه حديث رقم (35) .
[2]رواه ابن ماجة في سننه حديث رقم (1644) , وصححه الألباني. 
[3] رواه مسلم في صحيحه حديث رقم ( 1174 ) .
[4] رواه النسائي في سننه حديث رقم (2192) و قال الشيخ الألباني : حسن صحيح
[5]رواه مسلم في صحيحه حديث رقم ( 1171 ) .
[6] رواه البخاري في صحيحه حديث رقم (780) .
[7] رواه البخاري في صحيحه حديث رقم (1916) .
[8] رواه البخاري في صحيحه حديث رقم (1191) .
[9] رواه البخاري في صحيحه حديث رقم (1917) .
[10] رواه البخاري في صحيحه حديث رقم (1918) .
[11] رواه البخاري في صحيحه حديث رقم (1919) .
[12] رواه أحمد في مسنده حديث رقم (2543) وقال الأرنؤوط : إسناد لاحق بن حميد صحيح على شرط الشيخين وعكرمة من رجال البخاري .
[13] رواه الطبراني في الكبير وصححه الألباني في صحيح الجامع حديث رقم (1240). 
[14] رواه ابن خزيمة في صحيحه حديث رقم (2189) وصححه الألباني .
[15] رواه الطبراني في الكبير وصححه الألباني , انظر حديث رقم (2923) في صحيح الجامع . 
[16] رواه أحمد في مسنده (2149) وقال الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط البخاري.
[17] رواه أحمد في مسنده حديث رقم (2302) وقال الأرنؤوط : حسن لغيره وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح.
[18] رواه عبد الله بن الإمام أحمد في المسند حديث رقم (4925) وقال الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط الشيخين.
[19] رواه عبد الله بن الإمام أحمد في المسند حديث رقم (5485) وقال الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم .
[20] رواه ابن حبان في صحيحه حديث رقم (2548) وقال الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرطهما.
[21] رواه البيهقي في شعب الإيمان وصححه الألباني حديث رقم (5475) في صحيح الجامع .
[22] رواه ابن خزيمة في صحيحه حديث رقم (2193) , وقال الألباني : إسناده حسن لذاته صحيح لغيره .
[23] رواه عبد الله بن الإمام أحمد في المسند حديث رقم (10734) وقال الأرنؤوط : إسناده محتمل للتحسين , وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة رقم (2205) .
[24] رواه ابن حبان في صحيحه حديث رقم (3688) وقال الأرنؤوط :حديث صحيح. 
[25] رواه أحمد في مسنده حديث رقم (26215) وقال الأرنؤوط : إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين .

المراجع :

1- الجامع الصحيح المختصر (صحيح البخاري) : محمد بن إسماعيل أبو عبد الله البخاري الجعفي , دار ابن كثير ، اليمامة – بيروت , الطبعة الثالثة ( 1407 – 1987) , تحقيق : د. مصطفى ديب البغا .
2- صحيح مسلم : مسلم بن الحجاج أبو الحسين القشيري النيسابوري , دار إحياء التراث العربي – بيروت , تحقيق : محمد فؤاد عبد الباقي.
3- سنن أبي داود : سليمان بن الأشعث أبو داود السجستاني الأزدي , تحقيق محمد ناصر الدين الألباني.
4- المجتبى من السنن (سنن النسائي الصغرى) : أحمد بن شعيب أبو عبد الرحمن النسائي , تحقيق محمد ناصر الدين الألباني .
5- سنن ابن ماجه : محمد بن يزيد أبو عبدالله القزويني , تحقيق محمد ناصر الدين الألباني. 
6- مسند الإمام أحمد بن حنبل : أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني, تحقيق : شعيب الأرنؤوط وآخرون , مؤسسة الرسالة , الطبعة الثانية(1420هـ ، 1999م) .
7- صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان : محمد بن حبان بن أحمد أبو حاتم التميمي البستي , مؤسسة الرسالة – بيروت , الطبعة الثانية ، 1414 – 1993 , تحقيق : شعيب الأرنؤوط .
8- صحيح ابن خزيمة : محمد بن إسحاق بن خزيمة أبو بكر السلمي النيسابوري , تحقيق : الأعظمي , والألباني .
9- السلسلة الصحيحة : محمد ناصر الدين الألباني , مكتبة المعارف - الرياض .
10- صحيح وضعيف الجامع الصغير : أبو بكر جلال الدين الخضيري السيوطي , تحقيق محمد ناصر الدين الألباني .