الخميس، 24 سبتمبر 2015


لبيك اللهم لبيك 

عن سالم بن عبدالله بن عمر عن أبيه رضي الله عنه قال:
 ((سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يهل ملبداً يقول: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك. لا يزيد على هؤلاء الكلمات. وإن عبدالله بن عمر رضى الله عنهما كان يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يركع بذي الحليفة ركعتين، ثم إذا استوت به الناقة قائمة عند مسجد الحليفة، أهلَّ بهؤلاء الكلمات))
                                                        أخرجه مسلم
و أيضا : لبيك اللهم لبيك ...لبيك لا شريك لك لبيك ... إن الحمد والنعمة لك والملك ... لا شريك لك.
صحيح
رواه البخاري  ومسلم وغيرهما عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وهو مروي عن غيرعبد الله  أيضا قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يُهِلُّ مُلَبَّدا ، يقول :
 لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك ) .لا يزيد على هؤلاء الكلمات

2-       لبيك اللهم لبيك .
صحيح
رواه مسلم عن عن عبد الرحمن بن يزيد قال قال عبد الله [ يعني ابن مسعود ] ونحن بجَمْعٍ [ مزدلفة ] : (سمعت الذي أنزلت عليه سورة البقرة يقول في هذا المقام : لبيك اللهم لبيك).
ورواه مسلم أيضا قال :حدثنا سريج بن يونس حدثنا هشيم أخبرنا حصين عن كثير بن مدرك الأشجعي عن عبد الرحمن بن يزيد أن عبد الله لبى حين أفاض من جمع [ مزدلفة] فقيل : أعرابي هذا؟  فقال عبد الله : أنسي الناس أم ضلوا؟ سمعت الذي أنزلت عليه سورة البقرة يقول في هذا المكان :  لبيك اللهم لبيك).

3-    لبيك اللهم لبيك ... لبيك لا شريك لك لبيك ... إن الحمد والنعمة لك.
صحيح
رواه البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت : إني لأعلم كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يلبي : لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك.

4-       لبيك اللهم  لبيك ... لبيك لا شريك لك لبيك ... إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك ...لبيك لبيك . وسعديك . والخير بيديك . لبيك والرغباء إليك والعمل.
صحيح
رواه مسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : هذه تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلملبيك اللهم  لبيك . لبيك لا شريك لك لبيك . إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك . قال نافع : كان عبدالله رضي الله عنهما يزيد مع هذا : لبيك لبيك . وسعديك . والخير بيديكلبيك . والرغباء إليك والعمل .
ورواه مسلم ايضا عن عبد الله بن عمر يحكي هذه الزيادة عن أبيه ففي الحديث عند مسلم قال : حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى يعني بن سعيد عن عبيد الله أخبرني نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال تلقفت التلبية من في رسول الله صلى الله عليه وسلم  ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يهل ملبدا يقول:  لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لا يزيد على هؤلاء الكلمات ، وإن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان يقول:  كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يركع بذي الحليفة ركعتين ، ثم إذا استوت به الناقة قائمة عند مسجد الحليفة أهل بهؤلاء الكلمات ، وكان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يقول : كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يهل بإهلال رسول الله صلى الله عليه وسلم من هؤلاء الكلمات ويقول:  لبيك اللهم لبيك لبيك وسعديك والخير في يديك لبيك والرغباء إليك والعمل

5-    لبيك إله الحق . أو : لبيك إله الحق ...لبيك
صحيح
وهو مروي عن أبي هريرة رضي الله عنه  أنه قال :  كان من تلبيته عليه السلام :لبيك إله الحق.
والحديث رواه ابن ماجه والنسائي في سننهما وصححه الألباني في صحيحي سنن ابن ماجه والنسائي ورواه ابن حزم في المحلى وصحح إسناده وأورده الألباني  أيضا في حجة النبي وصحيح الجامع والسلسلة الصحيحة  .
ورواية ( لبيك إله الحق لبيك ) هي عند اِلنَّسَائِيِّ وَابْنِ مَاجَهْ وَالْحَاكِمِ وَصَحَّحَهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : كَانَ مِنْ تَلْبِيَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَبَّيْكَ إلَهَ الْحَقِّ لَبَّيْكَ
                                                                                                                                                                   
6-      لبيك إله الخلق لبيك
   هو في المصنف  : حدثنا أبو بكر قال : حدثنا وكيع عن عبد العزيز بن أبي سلمة عن عبد الله بن الفضل عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه  أن رسول الله صلى الله عليه وسلمقال في تلبيته : لبيك إله الخلق لبيك
وأخرجه أيضا  الشافعي والحاكم وصححه عن أبي هريرة .

7-      لبيك اللهم لبيك...إنما الخير خير الأخرة
8- لبيك اللهم لبيك...إن العيش عيش الأخرة
كان صلى الله عليه إذا رأى شيئا أعجبه أتبع التلبية بقوله : (إنما الخير خير خير الآخرة ) ،أو: ( إن العيش عيش الآخرة).
حديث (إنما الخير خير الآخرة) مروي عند الحاكم وَصَحَّحَهُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ بَعْدَ التَّلْبِيَةِ قَالَ : إنَّمَا الْخَيْرُ خَيْرُ الْآخِرَةِ
وحديث ( لبيك إن العيش عيش الآخرة ) مروي عند البيهقي في السنن الكبرى بإسناد حسن ورواه الشافعي بسند صحيح لكنه مرسل عن مجاهد :  أنه صلى الله عليه وسلم إذا رأى شيئا أعجبه [ يعني حين تلبيته ] قال : ((لبيك إن العيش عيش الآخرة)) . هذا الحديث روي مرسلا ولكنه روي أيضا موصولا ولكن مختصرا
ونص الحديث عند البيهقي : كان النبي صلى الله عليه وسلم يظهر من التلبية : لبيك اللهملبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد ، والنعمة ، لك والملك ، لا شريك لك ، قال : حتى إذا كان ذات يوم والناس ينصرفون عنه كأنه أعجبه ما هم فيه ، فزاد فيها : لبيك إنالعيش عيش الآخرة ، قال ابن جريج : وحسبت أن ذلك يوم عرفة.

9-  لبيك اللهم لبيك ... لبيك لا شريك لك لبيك ... إن الحمد والنعمة لك والملك ... لا شريك لك لبيك مرغوبا أو مرهوبا... لبيك ذا النعماء والفضل الحسن. [ وفي رواية : لبيك مرغوبا إليك ومرهوبا منك يا ذا النعماء والفضل]
إسناده صحيح
وهو مروي - كما في المصنف - عن المسور بن مخرمة رضي الله عنه  قال : كانت تلبيةعمر : لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك لبيك ، مرغوبا أو مرهوبا ، لبيك ذا النعماء والفضل الحسن.
وقال في الفتوحات الربانية : إسناده صحيح

10-       لبيك حجاً حقاً... تعبداً ورقاً.
روي عن أنس كما في مجمع الزوائد وفيه من لم يسم وذكره الدارقطني في العلل عن أنس أيضا.
11- لبيك حقا حقا ...تعبدا ورِقَّا.
روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه واختلف في رفع سنده ووقفه و في تلخيص الحبير أن الأرجح وقفه وقال في الفتوحات الربانية : غريب
12-  وبعد الفراغ من التلبية يٍسأل الله رضوانه والجنة ويستعيذ برحمته من النار
 فقد أخرج الشافعي  والضياء المقدسي في السنن والأحكام وابن كثير في إرشاد الفقيه وابن حجر في بلوغ المرام بأسانيد فيها ضعف ولكن لها متابعات ترقى بها إلى رتبة الحسن لغيره عن خزيمة بن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم ‏"‏أنه كان إذا فرغ من تلبيته سأل الله رضوانه والجنة، واستعاذه برحمته من النار

الأربعاء، 23 سبتمبر 2015

حديث شريف 
#الإحسان 
الإحْسَان في باب العبادات أن تؤدِّى العبادة أيًّا كان نوعها؛ مِن صلاة أو صيام أو حجٍّ أو غيرها أداءً صحيحًا، باستكمال شروطها وأركانها، واستيفاء سننها وآدابها، وهذا لا يتمُّ للعبد إلَّا إذا كان شعوره قويًّا بمراقبة الله عزَّ وجلَّ حتى كأنَّه يراه تعالى ويشاهده، أو على الأقلِّ يشعر نفسه بأنَّ الله تعالى مطَّلع عليه، وناظرٌ إليه، فبهذا وحده يمكنه أن يحسن عبادته ويتقنها، فيأتي بها على الوجه المطلوب، وهذا ما أرشد إليه الرَّسول صلى الله عليه وسلم في قوله:

 ((الإحْسَان أن تعبد الله كأنَّك تراه فإن لم تكن تراه فإنَّه يراك)).

لإحسان أعلى مراتب الدين

[١]حديث جبريل - عليه السلام -: قال: يا محمد، أخبرني ما الإحسان؟ , قال: " الإحسان أن تخشى الله , وفي رواية: (أن تعمل لله) (1) كأنك تراه، فإن لم تكن تراه , فإنه يراك " (2)

الإحسان للجار

[٢]عن مجاهد قال: ذبحت شاة لعبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - في أهله، فلما جاء قال: أهديتم لجارنا اليهودي؟ , أهديتم لجارنا اليهودي؟، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ما زال جبريل يوصيني بالجار , حتى ظننت أنه سيورثه (1) " (2)

[٣]عن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " طهروا أفنيتكم (1) فإن اليهود لا تطهر أفنيتها " (2)

الإحسان إلى اليتيم

[٤]عن مالك بن الحارث رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من ضم يتيما بين أبوين مسلمين إلى طعامه وشرابه حتى يستغني، وجبت له الجنة البتة " (1)

[٥]عن أبي بكر بن حفص قال: كان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه لا يأكل طعاما إلا وعلى خوانه (1) يتيم. (2)

الإحسان إلى الأرملة

[٦]عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الساعي على الأرملة والمسكين , كالمجاهد في سبيل الله، أو كالذي يصوم النهار , ويقوم الليل " (1)

الإحسان للحيوان

الإحسان بتقديم الطعام والشراب للحيوان والعناية به

[٧]عن سهل بن الحنظلية رضي الله عنه قال: (" خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة من أول النهار , فمر ببعير مناخ على باب المسجد) (1) (قد لحق ظهره ببطنه (2)) (3) (ثم مر به آخر النهار وهو على حاله , فقال: أين صاحب هذا البعير؟ " , فابتغي فلم يوجد) (4) (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اتقوا الله في هذه البهائم المعجمة (5) فاركبوها صالحة , وكلوها صالحة (6)) (7) وفي رواية (8): " ثم اركبوها صحاحا , واركبوها سمانا "

الإحسان في ذبح الحيوان أو قتله

[٨]عن شداد بن أوس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (" إن الله محسن يحب الإحسان) (1) (كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة (2) وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح (3) وليحد أحدكم شفرته (4) وليرح ذبيحته (5) ") (6)
[٩]عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: (" مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل واضع رجله على صفحة شاة , وهو يحد شفرته , وهي تلحظ إليه ببصرها) (1) (فقال: أتريد أن تميتها موتات؟ , هلا حددت شفرتك قبل أن تضجعها؟ ") (2)
[١٠]عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه " (1)

قتل الحيات

وسلم: إنا نريد أن نكنس زمزم , وإن فيها من هذه الجنان - 
يعني الحيات الصغار - " فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم 
[١١]عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال: قلنا لرسول الله صلى الله عليهلى الله عليه وسلم بقتلهن " (1)

[١٢]عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: اقتلوا الحيات كلها , إلا الجان الأبيض الذي كأنه قضيب فضة (1). (2)

[١٣]عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: (" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بقتل الحيات ويقول:) (1) (من ترك الحيات مخافة) (2) (ثأرهن) (3) (فليس منا، ما سالمناهن منذ حاربناهن ") (4)
[١٤]عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من رأى حية فلم يقتلها خوفا منها , فليس مني " (1)

[١٥]عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل الحيات التي تكون في البيوت) (1) (إلا ذا الطفيتين (2) والأبتر (3)) (4) (فإنهما يطمسان البصر (5) ويطرحان الحمل من بطون النساء، ومن تركهما فليس منا ") (6)
                                                               
                                                                            رواه البخارى و مسلم 

الثلاثاء، 22 سبتمبر 2015

دعاء للنبى 

كان من دعاء النبى صلى الله عليه وسلم 


        "اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، 



        والجبن والهرم والبخل، وأعوذ بك من 



     عذاب القبر،  ومن فتنة المحيا والممات"



                                                                 متفق عليه .
...........

"لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات، ورب الأرض،ورب العرش الكريم" 

متفق عليه. 

.........................

"لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين" رواه الترمذي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي ولفظه "دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. فإنه لم يدعُ بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له" . 
.........................

"اللهم إني عبدك ابن عبدك، ابن أمتك،ناصيتي بيدك، ماضي فيّ حكمك ، عدل في قضاؤك. أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي" 

رواه أحمد والحاكم وحسنه الحافظ في تخريج الأذكار، وصححه الألباني . 

..........................

"رب أعني ولا تعن علي، وانصرني ولاتنصر علي، وامكر لي ولا تمكر علي، واهدني ويسر الهدى إلي، وانصرني على من بغى علي،رب اجعلني لك شكاراً، لك ذكاراً، لك مطواعاً، إليك مخبتاً أواهاً منيباً، رب تقبل توبتي، واغسل حوبتي، وأجب دعوتي، وثبت حجتي، واهد قلبي، وسدد لساني، واسلل سخيمة قلبي" 

رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه والحاكم وصححه ووافقه الذهبي. 



  

الأحد، 20 سبتمبر 2015

فضل العشر الاوائل من ذى الحجه

عن ابن عمر رضى الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من أيام أعظم عند الله سبحانه و لا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر ؛ فأكثروا فيهن من التهليل و التكبير و التحميد " رواه أحمد .








كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر من رمضان ، ما لا يجتهد في غيرها مسلم(1175) عن عائشة ومن ذلك انه كان يعتكف فيها ويتحرى ليلة القدر خلالها البخاري (1913) ومسلم(1169) وفي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم " كان إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد مئزره " البخاري (1920) ومسلم (1174) زاد مسلم وجَدَّ وشد مئزره .

وقولها " وشد مئزره " كناية عن الاستعداد للعبادة والاجتهاد فيها زيادة على المعتاد ، ومعناه التشمير في العبادات .

وقيل هو كناية عن اعتزال النساء وترك الجماع . 

وقولهم " أحيا الليل " أي استغرقه بالسهر في الصلاة وغيرها . وقد جاء في حديث عائشة الآخر رضي الله عنها : " لا أعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ القران كله في ليلة ولا قام ليلة حتى الصباح ولا صام شهرا كاملا قط غير رمضان" سنن النسائي (1641) فيحمل قولها " أحيا الليل " على أنه يقوم أغلب الليل . أو يكون المعنى أنه يقوم الليل كله لكن يتخلل ذلك العشاء والسحور وغيرهما فيكون المراد أنه يحيي معظم الليل .

وقولها : " وأيقظ أهله " أي : أيقظ أزواجه للقيام ومن المعلوم أنه صلى الله عليه وسلم كان يوقظ أهله في سائر السنة ، ولكن كان يوقظهم لقيام بعض الليل ، ففي صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم استيقظ ليلة فقال : " سبحان الله ماذا أُنزل الليلة من الفتن ! ماذا أُنزل من الخزائن ! من يوقظ صواحب الحجرات ؟ يا رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة " البخاري (1074) وفيه كذلك أنه كان عليه السلام يوقظ عائشة رضي الله عنها إذا أراد أن يوتر البخاري (952) . لكن إيقاظه صلى الله عليه وسلم لأهله في العشر الأواخر من رمضان كان أبرز منه في سائر السنة .

وفعله صلى الله عليه وسلم هذا يدل على اهتمامه بطاعة ربه ، ومبادرته الأوقات ، واغتنامه الأزمنة الفاضلة .

فينبغي على المسلم الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم فإنه هو الأسوة والقدوة ، والجِدّ والاجتهاد في عبادة الله ، وألا يضيّع ساعات هذه الأيام والليالي ، فإن المرء لا يدري لعله لا يدركها مرة أخرى باختطاف هادم اللذات ومفرق الجماعات والموت الذي هو نازل بكل امرئ إذا جاء أجله ، وانتهى عمره ، فحينئذ يندم حيث لا ينفع الندم .

ومن فضائل هذه العشر وخصائصها ومزاياها أن فيها ليلة القدر ، قال الله تعالى : ( حم . والكتاب المبين . إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين . فيها يفرق كل أمر حكيم . أمراً من عندنا إنا كنا مرسلين . رحمة من ربك إنه هو السميع العليم ) سورة الدخان الآيات 1-6

أنزل الله القران الكريم في تلك الليلة التي وصفها رب العالمين بأنها مباركة وقد صح عن جماعة من السلف منهم ابن عباس وقتادة وسعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد وغيرهم أن الليلة التي أنزل فيها القران هي ليلة القدر.

وقوله " فيها يفرق كل أمر حكيم " أي تقدّر في تلك الليلة مقادير الخلائق على مدى العام ، فيكتب فيها الأحياء والأموات والناجون والهالكون والسعداء والأشقياء والعزيز والذليل والجدب والقحط وكل ما أراده الله تعالى في تلك السنة .

والمقصود بكتابة مقادير الخلائق في ليلة القدر -والله أعلم - أنها تنقل في ليلة القدر من اللوح المحفوظ ، قال ابن عباس " أن الرجل يُرى يفرش الفرش ويزرع الزرع وأنه لفي الأموات " أي انه كتب في ليلة القدر انه من الأموات . وقيل أن المعنى أن المقادير تبين في هذه الليلة للملائكة .

ومعنى ( القدر ) التعظيم ، أي أنها ليلة ذات قدر ، لهذه الخصائص التي اختصت بها ، أو أن الذي يحييها يصير ذا قدر . وقيل : القدر التضييق ، ومعنى التضييق فيها : إخفاؤها عن العلم بتعيينها ، وقال الخليل بن أحمد : إنما سميت ليلة القدر ، لأن الأرض تضيق بالملائكة لكثرتهم فيها تلك الليلة ، من ( القدر ) وهو التضييق ، قال تعالى : ( وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه ) سورة الفجر /16 ، أي ضيق عليه رزقه .

وقيل : القدر بمعنى القدَر - بفتح الدال - وذلك أنه يُقدّر فيها أحكام السنة كما قال تعالى : ( فيها يفرق كل أمر حكيم ) . ولأن المقادير تقدر وتكتب فيها .

فسماها الله تعالى ليلة القدر وذلك لعظم قدرها وجلالة مكانتها عند الله ولكثرة مغفرة الذنوب وستر العيوب فيها فهي ليلة المغفرة كما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) البخاري ( 1910 ) ، ومسلم ( 760 ) .

وقد خص الله تعالى هذه الليلة بخصائص : 

1- منها أنه نزل فيها القرآن ، كما تقدّم ، قال ابن عباس وغيره : أنزل الله القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من السماء الدنيا ، ثم نزل مفصلاً بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم . تفسير ابن كثير 4/529 . 

2- وصْفها بأنها خير من ألف شهر في قوله : ( ليلة القدر خير من ألف شهر ) سورة القدر الآية/3 

3- ووصفها بأنها مباركة في قوله : ( إنا أنزلنه في ليلة مباركة ) سورة الدخان الآية 3 .

4- أنها تنزل فيها الملائكة ، والروح ، " أي يكثر تنزل الملائكة في هذه الليلة لكثرة بركتها ، والملائكة يتنزلون مع تنزل البركة والرحمة ، كما يتنزلون عند تلاوة القرآن ، ويحيطون بحِلَق الذِّكْر ، ويضعون أجنحتهم لطالب العلم بصدق تعظيماً له " أنظر تفسير ابن كثير 4/531 والروح هو جبريل عليه السلام وقد خصَّه بالذكر لشرفه .

5- ووصفها بأنها سلام ، أي سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءا أو يعمل فيها أذى كما قاله مجاهد أنظر تفسير ابن كثير 4/531 ، وتكثر فيها السلامة من العقاب والعذاب بما يقوم العبد من طاعة الله عز وجل .

6- ( فيها يفرق كل أمر حكيم ) الدخان /4 ، أي يفصل من اللوح المحفوظ إلى الكتبة أمر السنة وما يكون فيها من الآجال والأرزاق ، وما يكون فيها إلى آخرها ، كل أمر محكم لا يبدل ولا يغير انظر تفسير ابن كثير 4/137،138 وكل ذلك مما سبق علم الله تعالى به وكتابته له ، ولكن يُظهر للملائكة ما سيكون فيها ويأمرهم بفعل ما هو وظيفتهم " شرح صحيح مسلم للنووي 8/57 .

الخميس، 17 سبتمبر 2015

لبس الحج

لِبس الإحرام

 إذا وصل الحاجّ أو المُعتمر إلى الميقات برًّا شرع بالاستعداد للدُّخول في النُّسك بالإحرام، ولا يجوز له تعدِّي الميقات باتجاه مكّة دون الإحرام؛ أمّا إنْ كان قدوم الحاجّ أو المُعتمر بحرًا أو جوًّا؛ فعلى قائد السَّفينة أو الطَّائرة الإعلان عن قُرب محاذاتهم للميقات؛ لكي يستعدّ الحجاج والمعتمرون للبس إحرامهم؛ فإذا حاذوا الميقات تمامًا أهلوا بالحجّ أو العمرة وأكثروا من التَّلبية. كما يجوز للحاجّ أو المعتمر المسافر بحرًا أو جوًّا ارتداء لِبس الإحرام من بيته في بلده، ثُمّ يبدأ بالتَّلبية إيذانًا بدخول النُّسُك عندما يعلم من قِبل قائد السَّفينة أو الطَّائرة بمحاذاة الميقات المحدد لهم، والتَّلبية تكون جهرًا للرِّجال دون النِّساء، وصفتها: لبيّك اللهم لبيّك، لبيّك لا شريك لك لبيّك، إنّ الحمد والنِّعمة لك والملك لا شريك لك. يبدأ وقت التَّلبية في العُمرة من الإحرام في الميقات حتى بداية الطَّواف؛ أمّا في الحجّ فالتَّلبية من وقت الإحرام في الميقات إلى أنْ يبدأ في رمي جمرة العقبة في صباح أوّل أيّام عيد الأضحى المُبارك.
طريقة لِبس الإحرام 

الإحرام يكون على النَّحو التّالي: ينبغي على الحاجّ أو المعتمر تقليم الأظافر، وقصّ الشَّارب للرِّجال، وإزالة شعر الإبطيّن والعانة. يُستحبّ الاغتسال في الميقات أو في منزله إن أحرم منه والتَّطيب إنْ تيسّر له فِعل ذلك، ولا حرج إذا لم يغتسلْ. يرتدي المُحرِّم الرَّجل لبس الإحرام بعد أنْ ينزع كافّة الملابس المخيطة التي يرتديها؛ وهو عبارة عن إزارٍ ورداءٍ أبيضين نظيفين؛ بحيث يُلف الإزار على وسطه حتى أسفل ركبتيه ويضع الرداء على كتفيه، ويجعل طرفيه على صدره من الأمام، أما عند الطواف يلف الرِّداء على جسده بحيث يغطي كتفه الأيسر ويكشف عن كتفه الأيمن، ثُمّ يتطيّب الرَّجل في بدنه، ولا يُطيّب ملابس الإحرام، ويرتدي نعالاً. المرأة عندما تُحرم ليس لها لِبسٌ مخصوصٌ بل تلبس ما تيسّر لها من الثِّياب الفضفاضة غير الملوّنة بألوان زاهية، وغير متبرجةٍ بزينةٍ، ثُمّ تتطيّب بما لا يظهر ريحه. المرأة بعد الإحرام إذا أرادت تغطية وجهها فعليها نزع البُرقع والنِّقاب والقفازين واستبدال ذلك بالخِمار الذي تسدله على رأسها ووجهها ولو لمس الخِمار وجهها فلا بأس في ذلك.

الأربعاء، 16 سبتمبر 2015

حديث شريف 
#الصلاة
سأَل رجُلٌ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن وقتِ الصَّلاةِ فلمَّا دلَكَتِ الشَّمسُ أذَّن بِلالٌ للظُّهرِ فأمَره رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأقام الصَّلاةَفصلَّى ثمَّ أذَّن للعصرِ حينَ ظنَنَّا أنَّ ظِلَّ الرَّجُلِ أطولُ منه فأمَره رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأقام الصَّلاةَ فصلَّى ثمَّ أذَّن للمغرِبِ حينَ غابتِ الشَّمسُ فأمَره رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأقام الصَّلاةَ فصلَّى ثمَّ أذَّن للعِشاءِ حينَ أُذهِبَ بَياضُ النَّهارِ وهو الشَّفَقُ ثمَّ أمَره فأقام الصَّلاةَ فصلَّى ثمَّ أذَّن للفجرِ حينَ طلَع الفجرُ فأمَره فأقام الصَّلاةَ فصلَّى ثمَّ أذَّن بِلالٌ مِن الغَدِ للظُّهرِ حينَ دلَكَتِ الشَّمسُ فأخَّرها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى كان ظِلُّ كلِّ شيءٍ مِثْلَه فأقام وصلَّى ثمَّ أذَّن للعصرِ فأخَّرها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى كان ظِلُّ كلِّ شيءٍ مِثْلَيْهِ فأمَره رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأقام وصلَّى ثمَّ أذَّن للمغرِبِ حينَ غرَبَتِ الشَّمسُ فأخَّرها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى كاد يغيبُ بَياضُ النَّهارِ وهو أوَّلُ الشَّفَقِ فيما يرى ثمَّ أمَره رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأقام الصَّلاةَ فصلَّى ثمَّ أذَّن للعِشاءِ حينَ غاب الشَّفَقُ فنِمْنا ثمَّ قُمْنا مِرارًا ثمَّ خرَج إلينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال ما أحَدٌ مِن النَّاسِ ينتظِرُ هذه الصَّلاةَغيرُكم وإنَّكم لن تزالوا في صلاةٍ ما انتظَرْتُموها ولولا أنْ أشُقَّ على أُمَّتي لَأمَرْتُ بتأخيرِ هذه الصَّلاةِ إلى نصفِ اللَّيلِ وأقرَبَ مِن نصفِ اللَّيلِ ثمَّ أذَّن للفجرِ فأخَّرها حتَّى كادتِ الشَّمسُ أنْ تطلُعَ فأمَره فأقام الصَّلاةَ فصلَّى ثمَّ قال الوقتُ فيما بَيْنَ هذَيْنِ الوقتَيْنِ
رواه : جابر بن عبد الله 

و الصلاة فيها الطمأنينة و الراحة للقلب و قد قال الرسول عدة أحاديث عن هذا الموضوع منها : 
قال رسول الله (ص): الصلاة عمود الدين ان قبلت قبل ما سواها و ان ردت رد ما سواها. 
قال رسول الله (ص): الله الله الله في الصلاة فانها عمود الدين, من اقامها فقد اقام الدين و من تركها فقد هدم الدين. 
قال رسول الله (ص): الصلاة الصلاة الصلاة ان قبلت قبل ما سواها و ان ردت رد ما سواها. 
قال رسول الله (ص): ليس مني من استخف بصلاته.. لا ينال شفاعتي مستخفا بصلاته.. 
قال رسول الله (ص): اذا راًيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالايمان. 

قال رسول الله (ص): من كان القران حديثه, و المسجد بيته, بنى الله له بيتا في الجنة. 

قال رسول الله (ص): العهد بيننا و بينكم الصلاة, من تركها فقد كفر. 

قال رسول الله (ص): من يسمع النداء في المسجد, فخرج من غير علة فهو منافق الاّ ان يريد الرجوع اليه. قال الامام علي (ع): الجلسة في الجامع خير لي من الجلسة في الجنة, لاًن الجنة فيها رضى نفسي, و الجامع فيه رضى ربي. قال الامام علي (ع) لولديه الامام الحسن (ع) و الامام الحسين (ع): والله الله في بيت ربكم (المسجد) لاًتخلوهما بقيتم, فانه ان ترك لم تناظروا. قال الامام علي (ع): الله الله في الصلاة فانها عمود دينكم. قال الامام الباقر(ع): اذا دخلت المسجد, و انت تريد ان تجلس فلا تدخله الا طاهرا. قال الامام الصادق (ع): من مشى الى المسجد لم يضع رجلا على رطب و لا يابس الا سبحت له الارض الى الارض السابعة. ورد عن ابي عبد الصادق (ع): انه قال: جاء رجل الى النبي (ص) فقال يا رسول الله اوصني فقال: لا تدع الصلاة متعمدا فان من تركها متعمدا, فقد برئت منه ملة الاسلام. قال الامام الرضا (ع): ارفع يديك في كل تكبيرة. عن جابر بن عبد الله الانصاري قال: قال رسول الله (ص): ما بين الكفر و الايمان الا ترك الصلاة. 

الثلاثاء، 15 سبتمبر 2015

أخلاق النبى 

تعامل النبى صلى الله عليه وسلم  مع المرض و المريض ’


كان صلى الله عليه وسلم يحترس من الأمراض المعدية و يأمر بأن لا يورد ممرض على مصح ,
و كان يرشد إلى معالجة أحذق الأطباء , و يأمر بالحمية و يمنع الطبيب الجاهل من المعالجة و يضمنه تلف المريض .

و كان صلى الله عليه وسلم يمنع التداوى بالمحرمات و يقول :


" إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم"

أجعل النبى صلى الله عليه و سلم قدوتك 
و صلوا عليه و سلموا تسليما 

المرض من سنن الله وقدره، لا يكاد ينجو منه أحد، ولا يسلم منه بشر، ويختلف من شخص لآخر، ومن مرض لمرض، فما على المسلم إلا أن يصبر على ما أصابه، ويطلب علاجه عبر الوسائل المشروعة .. والنفوس جُبِلت على حبِّ من أحسن إليها وأظهر اهتمامه بها، ومن ثم كان لزيارة المريض الأثر البالغ في نفوس المرضى، وتقوية الروابط بين أفراد المجتمع ..
ولهذا حرص النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على زيارة المرضى وتفقّد أحوالهم، بل جعل ذلك من حقوقهم المكفولة لهم في الشرع ..
فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال: ( حق المسلم  على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس )( البخاري ) ..
وتطلعنا سيرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأحاديثه على هديه مع المرض والمريض، ومن ذلك :
المرض يكفر الله به الخطايا :
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ( ما يصيب المسلم  من نصب، ولا وصب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه )( البخاري ) .
وعن ابن مسعود - رضي الله عنه – قال : دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يوعك فقلت : يا رسول الله إنك توعك وعكا شديدا، قال: ( أجل، إني أوعك كما يوعك  رجلان منكم، قلت : ذلك أن لك أجرين، قال : أجل ذلك كذلك، ما من مسلم يصيبه أذى شوكة فما فوقها، إلا كفر الله بها سيئاته كما تحط الشجرة ورقها )( البخاري ).
الصبر عند المرض :

عن صهيب بن سنان ـ رضي الله عنه ـ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ( عجبا لأمر  المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا المؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له )( مسلم ).
وعن أنس - رضي الله عنه ـ قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ( إن الله تعالى قال: إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه (عينيه) فصبر عوضته منهما الجنة )( البخاري ).
عيادة المريض :
بلغ من عناية النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالمريض أن جعل عيادته وزيارته حقاً من حقوقه ، فعن أبي موسى - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( أطعموا الجائع، وعودوا المريض، وفكوا العاني(الأسير) )( البخاري )..
وقال - صلى الله عليه وسلم - : ( حق المسلم على المسلم ست : إذا لقيته فسلم عليه, وإذا  دعاك فأجبه, وإذا استنصحك فانصحه, وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده, وإذا مات فاتبعه )( مسلم ) .
فضل عيادة المريض :

عند كل مريض هدية ـ بل هدايا ـ من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم - الذي أرسله الله رحمة للعالمين ..
ومن هذه الهدايا المحفزة لزيارة المريض قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل فى خرفة الجنة (اجتناء ثمر الجنة) حتى يرجع )( مسلم )..
وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( من عاد مريضا أو زار أخا في الله، ناداه منادٍ أن طِبت وطاب ممشاك، وتبوأتَ من الجنة منزلا )(الترمذي ).
وعن علي - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ( ما من  مسلم يعود مسلما غدوة إلا صلَّى عليه سبعون ألف ملك حتى يُمْسِي، وإن عاده عشية صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح، وكان له خريف (ثمر) في الجنة )( الترمذي ).
وقد ثبت في مواقف كثيرة من سيرته وحياته ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه زار أصحابه حين مرضوا، بل زار غلاما يهوديا ودعاه إلى الإسلام فأسلم ..
عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : ( كان غلام يهودي يخدم النبي ـ صلى الله عليه  وسلم ـ فمرض، فأتاه يعوده، فقعد عند رأسه، فقال له : أسلم، فنظر إلى أبيه وهو عنده، فقال : أطع أبا القاسم، فأسلم، فخرج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو يقول الحمد لله الذي أنقذه من النار )( البخاري )..
قال عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ: " إنا والله قد صحبنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في السفر والحضر، وكان يعود مرضانا، ويتبع جنائزنا ويغزو معنا، ويواسينا بالقليل والكثير " .
هدي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في زيارة المريض :
من هدي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في زيارة المريض أن يرقيه ويدعو له بالشفاء، فعنعائشة ـ رضي الله عنها ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( كان إذا أتى مريضًا أو  أُتي به إليه قال: أذْهِب الباس، رب الناس، اشفِ وأنتَ الشافي، لا شفاءَ إلا شفاؤك، شفاءً لا يُغادر سقما )( البخاري ).
وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( ما من عبدٍ  مسلم يعودُ مريضًا لم يحضر أجلُهُ فيقول سبع مرات: أسأل الله العظيم، رب العرش العظيم أن يشفيك؛ إلا عُوفي )( الترمذي ).
ومن هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ إدخال السرور عليه وطمأنته ، والتحدث إليه بما ينفعه، والدعاء له بالشفاء، وتبشيره بالبرء من المرض، وتذكيره بالأجر الذي يلقاه العبد المبتلى، وذلك للتخفيف من معاناته، وتربيته على الصبر واحتساب الأجر، وذلك لقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين دخل على أعرابي يزوره لمرضه : ( لا بأس عليك، طهور إن شاء الله )(البخاري ) .

وكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما يقول ابن القيم : ".. يسأل المريض عن شكواه، وكيف يجده ويسأله عما يشتهيه، ويضع يده على جبهته، وربما وضعها بين ثدييه، ويدعو له، ويصف له ما ينفعه في علته .." ..